2024-08-27T21:00:00Z

​​

الناقد والأكاديميّ سامح الرواشدة الغائب الحاضر خلال ندوة علميّة في رحاب الجامعة

رعى عميد كلية الآداب الدكتور ماهر المبيضين وبحضور مساعدة الأمين العام لوزارة الثقافة عروبة الشمايلة الندوة التي جاءت تكريمًا للراحل الدكتور سامح الرواشدة وذلك بالتعاون مع مديرية ثقافة الكرك ضمن مشاريع وبرامج وأنشطة لواء المزار الجنوبي - مدينة الثقافة الأردنية لعام 2024.

المبيضين وخلال إدارة الندوة تحدث عن تجربة الرواشدة الانسانية خلال مسيرة العطاء التي جعلت منه أنموذجًا يسكن وجدان طلابه بتقدير ومحبة مستحقة. وثمن المبيضين جهود مديرية الثقافة في الكرك إذْ نجحت حسب تعبيره في خدمة الحراك الثقافي ليكون بحجم تاريخ المكان وبما يتناسب والقيم الوطنية الراسخة. 

وقد تحدث في الندوة أعلاه الشاعر الدكتور حكمت النوايسة والأكاديميّ في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسن المجالي.

المجالي تناول في حديثه مضامين نقدية عن تجربة الرواشدة واصفًا إياه بالحالة الاستثنائية في العطاء فهو وفقًا لتعبيره قد قدم المعرفة للطلبة على طبقٍ من ذهب ولم يبخل بما توصل إليه محاولًا على الدوام تبسيط المفاهيم الكبيرة بأسلوبٍ حصيف يعنيه. وأشار إلى الإبداع البحثي الذي تميز به الرواشدة فهو على سبيل المثال لا الحصر تناول تجربة عبدالوهاب البياتي كصاحب نصوص محملة بالثقافة العالية واللغة التي يخشى كثير من النقاد الولوج إليها، وأضاف بأن الرواشدة قد كان نعم المعلم والأب لتلاميذه فهم امتداد طبيعي لعطاء فريد لن ينقطع. واستذكر منهجية الراحل داخل المحاضرات العلمية فقد غرس القيم الصحيحة للتعامل مع المناهج النقدية ليعرض بعدها الرؤية الخاصة التي تفسر مغاليق النصوص بحرفية وتمكن.

وتحدث النوايسة عن لغة الراحل فقد كانت لغة مكثقة، وما يقوله النقاد بمئات الصفحات يقوله بالعشرات؛ لذا فإن من الصعوبة بمكان تكثيف المكثف حسب تعبيره. وأضاف الشاعر النوايسة إذا انتقلنا إلى تجربة الرواشدة الجميلة في كتاب جماليات التعبير في القرآن الكريم فإننا نرى الناقد المؤمن فقد قرأ التعبير القرآني بروح المؤمن وبأدوات الناقد الحداثي مسلمًا بتعالي هذا النص العظيم، وأن ما يمكن البحث فيه، وفي جمالياته إنما هو إنطلاق من هذا التعالي وما هذا الكتاب إلا تنبيه وقراءة تذوقية للقرآن الكريم. ووصف النوايسة الرواشدة بالدفتر المتجدد في الذهن والذاكرة فلا تخلو جلسة من جلسات طلابه إلا وكان الحاضر ، والمُستذكر بالخير وفيض المحبة والحزن فهو يتحدث عنه ناقدًا وهو فيما يحمل من رؤى نقدية من مريديه، فالشيب يسمح له ان يقول لقد هضم الفقيد النظرية النقدية الحديثة هضمًا جعلها بمتناول أيدينا رغم جفافها من مصادرها.

وتميزت الندوة بحضور نوعيّ له اهتمام في الشأن الثقافي ويمثل له الراوشدة حالة معرفية استثنائية قدمت للمكتبة العربية مساهمات عظيمة يهرع إليها طلاب المعرفة النقدية في مسيرتهم العلمية. وقد عنونت الندوة بالمرحوم الأستاذ الدكتور سامح الرواشدة أكاديميًا وناقدًا.