جامعة مؤته :: نحو بيئة تعليمية أفضل

خطاب جلالة الملك عبدﷲ الثاني المعظم في حفل تخرﯾج الفوج السادس والعشرﯾن 2013/6/16

2019-02-26T21:00:00Z
​أنا سعيد بتخريج هذه الكوكبة من النشامى من أبناء الوطن  وانتمائهم لميادين الشرف لقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية  المباركة النشامى الخريجين وأهلهم وعائلاتهم ولهذه الجامعة على هذا الانجاز الكبير ويسعدني أيضا أن التقي مع هذه الوجوه الطيبة من الأهل والعزوة الأردنيين الأوفياء ، يسعدني الاحتفال يوم الجيش العربي.. رمز السيادة والكرامة الوطنية والكفاح عن قضايا الأمة وكرامتهم ومستقبل أجيالها ويوم الجلوس على العرش إني نذرت في نفسي كما نذرت الحسين لخدمتكم وخدمة هذا الوطن العزيز .. فكل عام وانتم والوطن بألف خير نواجه العديد من التحديات التي تدفع بالمواطن التساؤل عن هذه التحديات ومعالجتها .. وبالبداية أهم التحديات المفروضة علينا نتيجة الظروف الإقليمية والأزمات العالمية والتي يجب أن نتعامل معها بحكمة ومسؤولية، وضمن إمكانياتنا المحدودة أولى التحديات محاولات البعض بتشكيك بمدى نجاح المسيرة الإصلاحية.. ظاهرة صحية لترسيخ ثقافة الحوار الديمقراطي البناء والعمل السياسي الفعال .. والمهم هنا إن نواصل هذه العملية بدون خوف ولا تردد..

 لدينا مؤسسات قادرة على تحقيق الإصلاح على أساس تكامل الأدوار بين جميع مكونات النظام الداخلي السياسي.

حتى نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة لا بد من المزيد من النضوج السياسي وتطوير آليات العمل النيابي بما يزيد من عمل الكتل النيابية من خلال زيادة أعمال الأحزاب والانتخاب مع كل دورة انتخابية بما يجعلها أكثر تمثيلا للحكومات البرلمانية في ظل النظام الملكي النيابي الوراثي ووفق الدستور .. وهذا نهج الإصلاح يتطلب أن يكون النظام الحكومي على كفاءة عالية دون الانحياز أو التأثير وسأبقى الضامن لمسيرة الإصلاح،و نجاح عملية الإصلاح على مدى إيماننا بها وبأهميتها بالمستقبل وضرورة العمل بروح العامل الواحد لضمان نجاحها برغم كل المعيقات التي ستواجهها  ومن التحديات الأخرى العنف التي انتشرت في جامعتنا .. أحداث العنف التي طالت الأرواح والممتلكات العامة والخاصة أمر غير مقبول وغريب على قيمنا وعاداتنا وثقافتا ولا يمكن السكوت على هذا الأمر.

ليست هذه الدولة الأردنية .. لا يمكن أن نقبل أن يكون مستقبل شبابنا لظاهرة العنف لان مستقبل الشباب هو مستقبل الأردن.

والسؤال يا إخوة هل هذه حالات فردية معزولة أم ظاهرة لها أسباب وجذور.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى العنف وأحيانا الانغلاق على فئات جهئوية أو عائلية وعدم تكافؤ الفرص تؤدي إلى الإحباط والشعور بالقلق وبالتالي تؤدي إلى العنف .. ومن جهة أخر التباطؤ في تطبيق القانون .. وغياب العدالة والمساواة في تطبيق القانون تؤدي إلى انعدام ثقة المواطن بالدولة.. ويرفض إلا أن يأخذ حقه بيده أو التطاول على حقوق الآخرين.

معالجة هذه الأحداث

الحل في معالجة الظاهرة من جذورها : تحقيق العدالة في تحقيق المكتسبات التالية ومعالجة مشاكل الفقر .. وتطوير السياسات الاقتصاديات وتطبيقها على الجميع دون تهاون هذه تعزز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة وان حقوقه لا يمكن لأحد أن يعتدي عليها ، الدولة مسؤولة عن تطبيق القانون وليس لأي جهة أن تظن أنها فوق القانون ... وأنا واثق بأن كل مواطن أردني يدعم أي مؤسسة إذا شعر أنها تطبق القانون بشقيه ومساواة  لن تكون العشيرة في أي يوم من الأسباب سببا للفوضى أو العنف أو الخروج عن القانون كما يظن من لا يعرف المعنى الحقيقي للعشيرة أو طبيعة المجتمع العشائري. 

 العشيرة ساهمت بتأسيس الأردن كدولة مؤسسات وقانون .. العشيرة كانت وستبقى رمز للنخوة والانتماء للوطن والحرص على الأمن والاستقرار وسيادة القانون.

أنا عبد الله ابن الحسين اعتز بالعشائر الأردنية التي هي أهلي وعشيرتي الكبيرة.

 هناك فئة قليلة حاولت الصيد في الماء العكر وإشاعة الفوضى.

 الصبر والحكمة التي تعاملت بها مؤسسات الدولة فيه نوع من الضعف... الأردن قوي وقادر على حماية أرواح وممتلكات أبناءه وقادر في أي لحظة على فرض سيادة القانون وما فيه احد أقوى من الدولة... لكن نحن دولة حضرية قائمة على احترام حرية وكرامة الإنسان وسيادة القانون.

الأزمة السورية

الأزمة السورية زادت معاناتنا ولكنها أصعب على الإخوان السوريين خاصة الذين تركوا أرضهم ونزحوا إلى أراضينا  مسؤولية أخلاقية والحمد على نعمة الأمن والاستقرار التي تسمح لنا باستقبال السوريين  إذا لم يتحرك العالم ولم يساعدنا قادرين على اتخاذ الإجراءات التي تحمي بلدنا ومصالح شعبنا

اسمحولي أن أقدم تحية نشامى قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية الذين قدموا أروع الأمثلة في الإيثار في حماية منجزات الوطن، في التعامل مع الإخوة اللاجئين السوريين.

القضية الفلسطينية

أما القضية الفلسطينية فهي قضية محورية في المنطقة فهي ما زالت على رأس أولوياتنا حتى يقيم الفلسطينيون دولتهم. نقوم بواجبنا الديني والتاريخي بالتنسيق مع أشقائنا الفلسطينيين لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها .. ودعم أشقائنا هناك من خلال جميع الإمكانيات المتاحة.

أما ما نسمعه عن الكونفدرالية فهو حديث ليس في مكانه ولن يكون هذا الموضوع مطروح للنقاش إلا بعد استقلال فلسطين .

 أما الوطن البديل أو التوطين : فهو مجرد أوهام والأردن لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف بأي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن وهذا من ثوابت الدولة الأردنية التي لن تتغير .

 يا أخوه بدنا نخلص من هذه الإشاعات. وان شاء الله هذه آخر مره بحكي فيها عن هذا الموضوع .. يا إخوان التحديات التي تواجهنا كثيرة وهي تحتاج إلى تعاون الجميع .. وشعبنا مستعد لتحمل الأعباء.

.