الإخوة الخريجين الأعزاء، الإخوة الحضور الكرام، الله يعطيكم العافية، واسمحوا لي في هذا اليوم السعيد أن أتوجه بتحية الاعتزاز والتهنئة والمباركة للإخوة الخريجين الذين انتظروا هذا الـيوم بـفارغ الصـبر، ولأهلهم وعائلاتهم، للأم والأب الذين صبروا وضحوا، وربما حرموا أنفسهم من أشياء كثيرة من أجل تعليم أبنائهم وتقديـمهم هدية عزيـزة وغالية لهذا الوطن العزيز الغالي. وتحية الشكر والتقدير والعرفان للمدرسين وكوادر هذه الجامعة، التي في كل سنة تقدم للوطن كوكبة من الفرسان النشامى الذين نذروا حياتهم للدفاع عن هذا الوطن وحماية حدوده ومسيرته وإنجازاته. ومبروكا للإخوة في هذه الجامعة بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيسها. الإخوة الخريجين الأعزاء اعتبارا من هذا اليوم، سيكون لكم شرف الخدمة الفعلية كضباط في الـجيش العربي والأجهزة الأمنية، وهذا شرف نعتز ونفتخر به، ومسؤولية كبيرة وواجب وطني مقدس، لا بد من القيام به وبمنتهى الكفاءة والانتماء، وأريد أن تـتذكروا دائماً إنكم خريجو جامعة مؤتة، هذا الاسم التاريخي الكبير الذي يذكرنا بالفتوحات الإسلامية، وبأمجاد العرب والمسلمين، وبالمعركة التي كانت وما زالت الرمز الكبير لكل معاني الشجاعة والبطولة والتضحية في سبيل العقيدة والـحق والإيمان. وفي كل شبر من هذه الأرض الطاهرة التي أنتم عليها الآن، كانت هناك قصة بطولة، وكل حفنة من تراب هذه الأرض مجبولة بدم المجاهدين والصحابة الذين استشهدوا عليها، زيد بن حارثه وعبد الله بن رواحه وشهيد آل البيت جعفر بن أبي طالب. وهذه أضرحتهم ما زالت مزارات ومنارات للتـضحية والبطولة، ونحن كلنا يجب أن نكون الأحفاد الأوفياء لهؤلاء الأجداد والمجاهدين العظام. وأريد أن تتذكروا أيضاً أن الشعار الذي على جبـين كل واحد منكم، مكتوب عليه الـجيش العربي، لأن هذا الجيش هو الوريث لجيش الثورة العربية، ولذلك سيظل المخلص والوفي لمبادئ هذه الثورة ورسالتها العظيمة، سواءً في الدفاع عن الأرض العربية، أو في حماية المدنيين الأبرياء من ضحايا الحروب، أو في الحفاظ على الأمن والسلام في أي مكان من هذا العالم. الإخوة والأخوات الأعزاء، هذه المنطـقة من حولنا تمر بأصعب الظروف وأسوأ الـمستجدات، فالأوضاع المتفجرة في الضفة الغربية، وفي العراق والخلاف بين إيران والولايات المتحدة، كلها تهدد الأمن والاستقرار. ومن الواضح أن هناك جهات ودول تسعى للاستفادة من هذه الأوضاع، منها من تسعى لتسوية مشاكلها على حساب دول الجوار، ومنها من تسعى إلى تفجير الوضع ونشر الفوضى والدمار في أكثر من مكان، لتعزيز نفوذها وسيطرتها على هذه المنطقة بكاملها لذلك يجب أن نكون على أعلى درجات الوعي والاستعداد لمواجهة أسوأ الاحتمالات والدفاع عن بلدنا ومصالحنا الوطنية. ويجب علينا كلنا، الأسرة الأردنية الواحدة الكبيرة من شتى المنابت والأصول، وبغض النظر عن الاختلافات السياسية أو الفكرية أو الـمصالح الضيقة، أن نكون يدا واحدة وقلبا واحدا وصفا واحدا في مواجهة هذه التحديات والأخطار التي تحيط بهذا الوطن من معظم الجهات، ونريد أن يعرف القريب والبعيد أن الأردن أولاً هو ليس مجرد شعار وإنما مبدأ راسخ في ضميرنا، ولا بد من التعبير عنه بالعمل والسلوك والانتماء الحقيقي لهذا الوطن. وإذا كان هناك من يعتقد أن من الممكن تسوية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، فيجب أن يعرف أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد وأن وطن الفلسطينيين ودولتهم يجب أن تكون على الأرض الفلسطينية، وليس في أي مكانٍ آخر. إذا كان الأردن يفتح أبوابه لكل الأشقاء العرب، ويحرص على أن يكون الـملاذ لكل عربي مظلوم، فهذا لا يعني أن نتهاون أو نتسامح مع أي جهة تحاول العبث بأمن هذا البلد أو استقراره، فالأردن أولاً ومصلحة الأردن فوق كل المصالح والاعتبارات. ونحن نعرف أن هناك من يحاول الإستقواء ببعض الدول، للإساءة لهذا البلد أو تخريب العلاقة بين الشعبـين الشقيقين الأردني والفلسطيني. ولابد من أن يعـرف هؤلاء ومن يقـف وراءهم، أن العلاقة الأردنية الفلسطينية علاقة تاريخية مقدسة، وأن الأردن سيظل كما كان على الدوام الشقيق الأقرب والشقيق الداعم والمساند بكل إمكانياته للشعب الفلسطيني حتى تقوم الدولة الفلسطيـنية وعلى الأرض الفلسطينية. الإخوة الضباط الأعزاء، الإخوة الحضور الكرام، مرة ثانيه، أطيب التهاني والمباركة للجميع ومبروك لهذا الوطن بهذه الكوكبة من الضباط الشباب الذين نعتز ونفتخر بهم، وبكل الشباب الأردنيين في كل مواقعهم لأنهم حاضر هذا الوطن ومستقبله الـمشرق بإذن الله. وأنا متأكد أن النشامى والنشميات من أبناء وبنات هذا الوطن قادرون على مواجهة كل التحديات بالإرادة والعزيمة والقناعة بأن الأردن أولاً والأردن حاضراً ومستقبلاً والأردن في كل الظروف والأحوال. والله يعطيكم العافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.