جامعة مؤتة تستقبل وفداً أكاديمياً عراقياً وتوقع اتفاقيات تعاون لتعزيز الشراكة الأكاديمية والبحثية.
استقبل رئيس جامعة مؤتة بالوكالة، الدكتور محمد الصرايرة، وفداً
أكاديمياً رفيع المستوى من العراق، ضمّ عدداً من رؤساء الجامعات والمعاهد العراقية، بهدف توقيع اتفاقيات تعاون علمي وأكاديمي لتعزيز الشراكة وتطوير سبل التعاون البحثي بين جامعة مؤتة وخمس مؤسسات تعليمية عراقية. وفي بداية اللقاء، رحّب الدكتور الصرايرة بالوفد الضيف، مقدماً إيجازاً عن مسيرة الجامعة الأكاديمية والبحثية، واستعرض التخصصات النوعية التي تطرحها الجامعة وتصنيفاتها العالمية المتقدمة التي تعكس تطورها العلمي والأكاديمي. كما أكد حرص الجامعة على تقديم بيئة تعليمية متقدمة تجمع بين التميز الأكاديمي والتدريب المهني الشامل.
وقد تكللت الزيارة بتوقيع الاتفاقيات، التي تم توقيعها مع جامعات الكتاب في كركوك، ونولج في أربيل، وكلية النخبة الجامعة في بغداد، وكلية القلم في كركوك، وجامعة القيروان في الموصل، مجالات متعددة من التعاون الأكاديمي والبحثي، تشمل تبادل أعضاء هيئة التدريس، وتطوير برامج أكاديمية مشتركة، وتنظيم مؤتمرات علمية وورش عمل مشتركة، إلى جانب تشجيع تبادل الطلاب بين الجامعات بهدف إثراء التجربة التعليمية للطلبة من الجانبين. وأكد الدكتور الصرايرة أن هذه الاتفاقيات تعكس حرص جامعة مؤتة على بناء شراكات طويلة الأمد مع مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي، مما يساهم في تطوير الأداء الأكاديمي والبحثي ويمهد الطريق نحو تعاون علمي وثيق في المستقبل.
وأشاد رؤساء الجامعات والمعاهد العراقية بسمعة جامعة مؤتة ومكانتها المرموقة بين الجامعات العربية، معبرين عن إعجابهم بتميز الجامعة في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية. وأشاروا إلى أن جامعة مؤتة تتميز بوجود جناحين فريدين أحدهما عسكري والآخر مدني، ما يمنحها تفرداً في إعداد الطلبة وتخريج كفاءات قيادية وعلمية. وأعرب رئيس جامعة نولج، الدكتور أحمد أنور، عن إعجابه بمستوى التعليم والبحث العلمي الذي تقدمه جامعة مؤتة، مؤكداً أن هذا التفرد في النظام التعليمي يعكس رؤية استراتيجية تجعل منها نموذجاً ملهماً للجامعات الأخرى في المنطقة.
كما أضاف الدكتور سامي محمد، أحد أعضاء الوفد الأكاديمي العراقي، أن هذه الزيارة تُعد خطوة هامة نحو إقامة شراكة حقيقية وشاملة بين جامعة مؤتة والمؤسسات التعليمية العراقية في مختلف المجالات، وخاصة في المجال الطبي. وأشاد بتطور المنظومة الطبية في جامعة مؤتة التي اكتملت مؤخراً بانضمام كلية طب الأسنان هذا الفصل الدراسي، إلى جانب كليات الطب والصيدلة، ما يعزز من موقع الجامعة كأحد أهم المؤسسات التعليمية المتخصصة في العلوم الطبية بالمنطقة. وأكد أن هذه الشراكة ستفتح آفاقاً للتعاون في التعليم الطبي وتبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية، بما يدعم تحسين الخدمات الصحية والتعليم الطبي في كلا البلدين.
أوضح الدكتور الصرايرة في كلمته أهمية هذه الاتفاقيات في توسيع دائرة التعاون الأكاديمي، مشيراً إلى أن جامعة مؤتة، التي تأسست قبل أكثر من أربعين عاماً، تتفرد بوجود الجناح العسكري، الذي يُعنى بإعداد كوادر قيادية للقوات المسلحة الأردنية من خلال مزيج من التعليم الأكاديمي والتدريب العسكري لتعزيز المهارات القيادية لدى الطلبة، إلى جانب الجناح المدني الذي يقدّم برامج نوعية في مختلف التخصصات، مما يجعل الجامعة نموذجاً أكاديمياً متكاملاً لإعداد الكفاءات العلمية والقيادية. وبيّن أن الجامعة خرّجت حتى اليوم أكثر من مائة ألف طالب وطالبة، منهم قادة بارزون في ميادين متعددة.
وفي ختام الزيارة، قام الوفد العراقي بجولة في مرافق الجامعة، شملت الاطلاع على مركز التعليم الإلكتروني، ومركز الريادة، والمختبرات العلمية المتطورة التي تُبرز اهتمام الجامعة بتطوير البحث العلمي ودعم الابتكار. واختتمت الزيارة بتبادل الدروع التذكارية بين الجانبين، تأكيداً على عمق العلاقات بين جامعة مؤتة والمؤسسات التعليمية العراقية ورغبة الجانبين في تعزيز التعاون المستمر.
تسعى جامعة مؤتة من خلال هذه الاتفاقيات إلى تعزيز حضورها الدولي، واستقطاب المزيد من الطلبة الوافدين من الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة العراق، ضمن خطتها لبناء مجتمع أكاديمي متنوع يعزز التفاعل الثقافي والمعرفي بين الطلبة، ويدعم رؤيتها في تحقيق التميز الأكاديمي والبحثي في التصنيفات العالمية، والارتقاء بمستوى التعليم والبحث العلمي بما يواكب المستويات الدولية.